دعـــــاء
(( الحمد لله المبــدئ المعيد، الغني الحميد، ذي العفو الواسع والعقاب الشديد، مَن هداه فهو السعيد السديد، ومن أضله فهو الطريد البعيد، ومن أرشده إلى سبيل النجاة ووفقه فهو الرشيد كل الرشيد .
يعلم ما ظهر وما بَطَن، وما خفي وما عَلَن ... وهو أقرب إلى كل مريد من حبل الوريد... أحمده وهو أهل الحمد والتحميد، والشكر والشكر لديه من أسباب المزيد. وأشهـد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العرش المجيد، والبطش الشديد ...
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين: ولقد شكا إليك يعقوب فخلصته من حزنه، ورددت عليه ما ذهب من بصره، وجمعت بينه وبين ولده .
ولقد ناداك نوحٌ من قبلُ فنجيته من كربه. ولقد ناداك أيوب من بعدُ فكشفت ما به من ضره. ولقد ناداك يونس فنجيته من غمه .
ولقد ناداك زكريا فوهبت له ولداً من صُلْبه بعد يأس أهله وكبر سنه .
ولقد علمت ما نزل بإبراهيم فأنقذته من نار عدوه . و أنجيت لوطاً وأهله من العذاب النازل بقومه. فهأنذا عبدُك: إن تعذبني بجميع ما علمت فأنا حقيق به، وإن ترحمني كما رحمتهم ـ مع عِظَم إجرامي ـ فأنت أولى بذلك، وأحق من أكرم به...
ربِّ لمن أقصد وأنت المقصود، وإلى مَن أتوجه وأنت الموجود، ومَن ذا الذي يعطي وأنت صاحب الكرم والجود، ومن ذا الذي أسأل وأنت الرب المعبود، وهل في الوجود ربٌّ سواك فيُدعى، أم هل في الملك إله غيرك فيُرجى وإليه يُسعى، أم هل كريمٌ غيرُك يطلب منه العطا، أم هل جواد سواك فيُسأل منه الرضا، أم هل حليم غيرك فيُنال منه الفضل والنُعمى، أم هل رحيم غيرك في الأرض والسما، أم هل حاكم سواك فترفع إليه الشكوى، أم هل طبيب غيرك فيكشف الضر والبلوى، أم هل رؤوف غيرك للعبد الفقير يعتمد عليه، أم هل مليك سواك تبسط الأكف بالدعاء إليه، فليس إلا كَرمُك وجودك لقضاء الحاجات، وليس إلا فضلك ونعمك لإجابة الدعوات. يا من لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، يا من يجير ولا يُجار عليه )) ...