دعـــــاء
إلهي لو سألتني حسناتي لجعلتها لك مع شدة حاجتي إليها، وأنا عبد، فكيف لا أرجو أن تهب لي سيئاتي مع غناك عنها، وأنت ربِ. فيا من
أعطانا خيرَ ما في خزائنه ـ وهو الإيمان به قبل السؤال ـ لا تمنعنا أوسعَ ما في خزائنك وهو العفو مع السؤال .
إلهي حجتي حاجتي، وعُدتي فاقتي، فارحمني .
إلهي كيف أمتنع بالذنب من الدعاء ولا أراك تمنع مع الذنب من العطاء، فإن غفرت فخير راحم أنت، وإن عذبت فغير ظالم أنت .
إلهي كيف يحيط بك عقل أنت خلقته ؟ أم كيف يدركك بصر أنت شققته ؟ أم كيف يدنو منك فكر أنت وفقته ؟ أم كيف يحصي الثناءَ عليك لسان أنت أنطقته ؟...
إلهي كيف يناجيك في الصلوات من يعصيك في الخلوات، لولا حلمك ؟ أم كيف يدعوك في الحاجات من ينساك عند الشهوات لولا فضلك ؟...
إلهي ما أمرتنا بالاستغفار إلا وأنت تريد المغفرة، ولو لا كرمك ما ألهمتنا المعذرة. أنت المبتدئ بالنوال قبل السؤال، والمعطي من الإفضال فوق الآمال، إنا لا نرجو إلا غفرانك، ولا نطلب إلا إحسانك ...
إلهي أذنبت في بعض الأوقات، وآمنت بك في كل الأوقات، فكيف يغلب بعضُ عمري مذنباً جميعَ عمري مؤمناً ؟
إلهي لولا أنك بالفضل تجود ما كان عبدك إلى الذنب يعود . ولولا محبتك للغفران ما أمهلت من يبارزك بالعصيان، وأسبلت سترك على من أسبل ذيل النسيان، وقابلت إساءتنا منك بالإحسان )) .