فائدة
قال الفضيل : " والله لو يئست من الخلق حتى لا ترى منهم شيئا لأعطاك مولاك كل ما تريد، وأيضا فإن المؤمن إذا استبطأ الفرج، وأيس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم تظهر عليه الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة ويقول لها: إنما أتيت من قبلك ولو كان فيك خير لأجبت، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنه أهل لما نزل به من البلاء وأنه ليس بأهل لإجابة الدعاء
فائدة
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" كان عمر رضى الله عنه يُشاور الصحابة رضي الله عنهم ويُناظرهم ويرجع إليهم في بعض الأمور، وينازعونه في أشياء فيحتج عليهم ويحتجون عليه بالكتاب والسنة، ويُقِرُّهُم على منازعته، ولا يقول لهم: أنا مُحَدَّث مُلهم مخاطَب فينبغي لكم أن تقبلوا منِّي ولا تعارضوني، فأي أحد ادعى أو ادعى له أصحابه أنَّه وليّ لله وأنه مخاطب يجب على أتباعه أن يقبلوا منه كل ما يقوله ولا يعارضوه، ويسلموا له حاله من غير اعتبار بالكتاب والسنة فهو وهم مخطئون، ومثل هذا من أضل الناس
فائدة
لقي أبو جعفر المنصور سفيانَ الثوريَّ رحمه الله وهو يطوف، فقال له: ما يمنعك أن تأتينا؟. قال: إن الله نهى عنكم قال تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا} إِلَى {الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}[هود:113]. فالتفت أبو جعفر المنصور إلى أصحابه وقال: ألقينا الحَبَّ إلى العلماء فلقطوا إلا ما كان من سفيان، فإنه أعيانا فرارا ، قال سفيان رحمه الله:" ما أخاف من إهانتهم لي، وإنما أخاف من إكرامهم فيميل قلبي إليهم " وقال رحمه الله: "ما وضع رجل يده في قصعة رجل إلا ذلَّ له" .
فوائد من كتاب استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين لـ نبيل أحمد بابكر