لما نزل قول الله تعالى في كفار و مشركي مكة
{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }
قال مشركو مكة : رضينا أن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى, وخاصموا
محمدا صلى الله عليه وسلم، وحاجُّوه بعبادة النصارى إياه, وقالوا للنبي
صلى الله عليه وسلم : أآلهتنا التي نعبدها خير أم عيسى الذي يعبده
قومه؟ فإذا كان عيسى في النار, فلنكن نحن وآلهتنا معه,فأنزل الله قوله:
{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }
فالذي يُلْقى في النار من آلهة المشركين من رضي بعبادتهم إياه . ويقول
الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : ما ضربوا لك هذا المثل إلا جدلا
بل هم قوم مخاصمون بالباطل و ما عيسى ابن مريم إلا عبد أنعمنا عليه
بالنبوة , وجعلناه آية وعبرة لبني إسرائيل يُستدل بها على قدرتا. ولو
نشاء لجعلنا بدلا منكم ملائكة يَخْلُف بعضهم بعضًا بدلا من بني آدم .
وإن نزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة لدليل على قُرْبِ, وقوع
الساعة, فلا تشُكُّوا أنها واقعة لا محالة .
التفسير الميسر
قال تعالى :
{ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ {57}
وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ {58}
إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ {59}
وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ {60}
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {61}
الزخرف