الحقيقة أن الرجل أعظم بكثير مما كتب عنه
وكان من القلائل الذين أجادوا علما من أعقد علوم العصر
إلى جانب ثقافته العربية اللغوية والدينية وحفظه للقرآن الكريم
وكان يعرف للوقت قيمته , وصنفه الكثيرون على أنه أعظم
من " أينشتين " ولم يأخذ حقه من التكريم اللائق به
رحم الله الدكتور مصطفى مشرفة
علاء منصور
الكثير منا يعرف الثاني و لا يعرف الأول !!
فالثاني (أينشتاين) ولقد درسونا عنه الكثير ، أما الأول عربي معاصر لم يدرسونا عنه في كتب الفيزياء ، أليس هذا إجحاف بحق روادنا العرب ، أن يعترف بفضلهم الغرب ويذكرهم في كتبه ، ونحن لم نذكر حتى اسمهم أسفل الصفحة في الهامش ؟؟
إنه الدكتور علي مصطفى مشرفة واحد من علماء مصر الأفذاذ برع في العديد من المجالات العلمية لاسيما في مجال الذرة و هو صاحب نظريات الإشعاع .
ولد في دمياط وغرس فيه والده الدين والخلق الكريم، وحبب إليه العلم والاطلاع في شتى المجالات ، كما أنه حفظ القرآن الكريم في طفولته و العديد من الأحاديث النبوية ، و كان محافظاً على صلاته مقيماً لشعائر دينه ، وقد ظلت هذه المرجعية الدينية ملازمة له طوال حياته ..
تلقى دروسه الأولى في مدرسة "أحمد الكتبي" و كان دائماً من الأوائل ، ولكن طفولته خلت من كل مباهجها حيث يقول عن ذلك :
) لقد كنت أفنى وأنا طفل لكي أكون في المقدمة ، فخلت طفولتي من كل بهيج ، ولقد تعلمت في تلك السن أن اللعب مضيعة للوقت ، و تعلمت الوقار و السكون في سن اللهو و المرح ، حتى الجري كنت أعتبره خروجاً عن الوقار . (
حصل مشرفة على شهادة البكالوريا عام 1914م، فكان الثاني على طلبة القطر المصري، وقد أهله هذا التفوق للالتحاق بأي مدرسة عليا يختارها . لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا ، حيث تخرج منها بالمرتبة الأولى ، فاختارته وزارة المعارف إلى بعثة علمية إلى بريطانيا ، والتحق بالكلية الملكية ، وحصل على دكتوراة في فلسفة العلوم بإشراف العالم تشارلس ويلسون نوبل للفيزياء ، ثم حصل على دكتوراة العلوم من جامعة لندن وهي أعلى درجة علمية .
و أيضاً كان علي حافظاً للشعر ، ملماً بقواعد اللغة العربية ، عضواً بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية ، حيث ترجم مباحث كثيرة إلى اللغة العربية.
ملخص حياته :
كان مشرفة أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب ، بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الهيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة ، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية ، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا.
ويذكر أن ألبرت أينشتاين قد نعاه عند موته قائلاً : ( لا أصدق أن مشرفة قد مات ، يالها من خسارة فادحة فنحن بحاجة إلى مواهبه .. و هو بالتأكيد واحد من أعظم العلماء في مجال الفيزياء) .