[ سنن الإحرام
المبحث الأول: الاغتسال ]
المطلب الأول: حكم الاغتسال للمحرم
يُسنُّ الاغتسال للإحرام، وهو باتفاق المذاهب الفقهية: الحنفية، والمالكية،
والشافعية، والحنابلة. وحكى فيه النووي الإجماع.
الأدلة:
1- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال:
( أتينا ذا الحليفة. فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر.
فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ قال:
اغتسلي، واستثفري بثوب وأحرمي )
أخرجه مسلم.
وجه الدلالة:
أنه إذا كانت الحائض أو النفساء لا تنتفع من غسلها في استباحة العبادة
كالصلاة، ومع ذلك أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بالاغتسال؛ فاغتسال
المحرم الطاهر من باب أولى، وكان للسنية، وليس للوجوب؛ لأن الأصل
هو براءة الذمة، حتى يثبت الوجوب بأمرٍ لا مدفع فيه.
2- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
إن من السنة أن يغتسل إذا أراد أن يحرم، وإذا أراد أن يدخل مكة
المطلب الثاني: حكم اغتسال الحائض والنفساء
يُسنُّ للحائض والنفساء الغسل للإحرام، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية
الأربعة : الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة.
الأدلة:
أولاً: من السنة:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال:
(... فخرجنا معه، حتى أتينا ذا الحليفة. فولدت أسماء بنت عميس
محمد بن أبي بكر. فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كيف أصنع؟ قال: اغتسلي،واستثفري بثوب وأحرمي )
أخرجه مسلم.
وجه الدلالة:
أن قوله:
( اغتسلي )،
أمرٌ لها بأن تغتسل مع أنها نفساء لا تستبيح باغتسالها هذا الصلاة،
ولا غيرها مما تُشترَط له الطهارة.
ثانياً:أنه غسلٌ يُراد به النسك؛ فاستوى فيه الحائض والطاهرة.
المطلب الثالث: استحباب تلبيد الرأس
يستحب للمحرمُ بعد غسل الإحرام أن يلبد رأسه، وذلك لمن يطول مكثه
في أعمال الحج، وهذا مذهب الشافعية، وقول للحنفية، وقول للمالكية،
واختاره المباركفوري. وحكى النووي فيه الإجماع.
الأدلة:
أولاً: من السنة:
1. عن ابن عمر قال:
( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبدا )
رواه البخاري، ومسلم
فيه استحباب تلبيد الرأس قبل الإحرام.
2. وعن حفصة رضي الله عنها:
( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أزواجه أن يحللن عام حجة
الوداع قالت: فقلت: ما يمنعك أن تحل؟ فقال: إنى لبدت رأسي،
وقلدت هديى، فلا أحل حتى انحر هديى )
رواه البخاري، ومسلم.
فيه دليل على استحباب تلبيد شعر الرأس عند الإحرام.
3. عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المحرم الذى
خر من بعيره ميتاً:
( اغسلوه بماء سدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تمسوه
بطيب، ولا تخمروا رأسه؛ فإنه يبعث يوم القيامة ملبدا ).
فيه استحباب التلبيد، وتقليد الهدى
ثانياً: أن ذلك أرفق به، لكونه يسكن شعره، ويجمعه، فلا يتولد فيه القمل،
ولا يقع فيه الدبيب، ولا يتخلله الغبار، ولا يتشعث، ولا ينتفش
في مدة الاحرام.