إن شهر رمضان شهر القرآن، فكيف احتفاؤك به وفرحك به؟ اجعل لنفسك نصيبًا ثابتًا تقرؤه كل يوم وتواظب عليه, ولو رتَّبْت لك جزءًا تقرؤه قبل كل صلاة أو بعدها لقرآت في اليوم خمسة أجزاء، قال صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» [رواه مسلم].
إن شهر رمضان فرصة للمحافظة على أداء النَّوافِل والمُستحبات ومن ذلك: المحافظة على السُّنَن الرواتب، قال صلى الله عليه وسلم : «من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة: أربعًا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر» [رواه النسائي].
في رمضان تتقلب بين أنواع العبادات ومن ذلك: الصلاة على الجنائز وتشييعها، وقد وَرَدَ الفضل في ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: «من شهد الجنائز حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان» قيل: وما القيراطان؟ قال: «مثل الجبلين العظيمين» [رواه البخاري ومسلم].
قال ابن القيم: "وأمَّا بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت، كمَا لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز كأزيز المِرْجل، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفًا على أمَّتِه وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن".
ملازمة الدعاء والتضرع إلى الله عَزَّ وجَلَّ أخذًا بأسباب رفع البلاء ودفع الشقاء، ومَنْ مثلك أحرى وأولى بمناجاة ربه، قال تعالى عن خليله إبراهيم: ?وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا? [مريم: 48].
عن محمد بن سيرين أنه رحمه الله قال: "ما غشيت امرأة قط؛ لا في يقظة ولا في نوم غير أم عبد الله، وإني لأرى المرأة في المنام، فأعلم أنها لا تِحلُّ لي، فأصرف بصري". قال بعضهم: "ليت عقلي في اليقظة، كعقل ابن سيرين في المنام".
كثرة الدعاء والإلحاح على الله عَزَّ وجَلَّ رجاء الثبات على هذا الدين حتى الممات ورجاء صلاح الزوج والذرية، ?رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا? [الفرقان: 74]، ?رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي? [إبراهيم: 40]. قال ابن القيم: وأبغض خلقه: عدوه إبليس، ومع هذا فقد سأله حاجةً فأعطاه إياها، ومتَّعه بها، ولكن لمَّا تكن عونًا له على مرضاته، كان زيادة له في شقوته، وبعده عن الله وطرده عنه.