بدأت سورة النور بكلمة
{ سُورَةٌ }
لتبني والله أعلم أسواراً خمسة شاهقة متينة تحوط العفة
وتحمي الطُهر ، العِرض فيها كقلب المدينة الحَصان لن تتسلل إليها
الأيدي الخائنة إلا بغدرة خوَّان من داخلها ، فإذا غَدرت جارحة
ثُلم في جدار العفاف ثُلمة .
سورة ق :
ما من أحد يرددها فيفتح مسامع قلبه لها
إلا فتحت كل السدود التي تراكمت بسبب الذنوب ،
1 - إن الآمر بقوله
{ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ }
[ ق : 24 ]
2 - هو نفسه القائل
{ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ }
[ ق : 34 ]
3 - هو أيضاً من أمر فقال
{ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ }
[ ق : 45 ]
فيا قارئ سورة ق
قد لا تنجو من الأولى وتظفر بالثانية إلا بالثالثة.
ثقافة التكاثرفي عدد المصلين , المشاهدين , الحاضرين ,
الحافظين و المشتركين ...
والتي نقلت الكثرة والقلة من كونها نبضا إلى كونها معيارا
للنجاح والفشل وقلبت المتبوع إلى تابع ،
جاءت
{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }
لتعري حقيقة هذه اللهاية
التي سيتلوها
{ عِلْمَ الْيَقِينِ }
لقد تكرر في سورة التكاثر
لفظ العلم و لفظ الرؤية ست مرات
قال الإمام الفخر :
آمن فرعون ثلاث مرات
أولها قوله
{ آَمَنْتُ }
[ يونس : 90 ]
وثانيها
{ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُواْ إِسْرَائِيلَ }
[ يونس : 90 ]
وثالثها
{ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
[ يونس : 90 ]
فما السبب في عدم قبول إيمانه ؟
والجواب أنه إنما آمن عند نزول العذاب والإيمان في هذا الوقت
غير مقبول لأنه يصير الحال حال إلجاء فلا تنفع التوبة ولا الإيمان
قال تعالى :
{ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا }
[ غافر : 85 ]