آية قرآنية عظيمة
جمعت أنواع التوحيد الثلاثة
قال تعالى :
(( رَّبُّ اْلسَّمَاوَاتِ وَاْلْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاْعْبُدْهُ وَاْصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً )) [مريم : 65]
ذكر ابن تيمية _ رحمه الله
أن هذه الآية
جمعت أنواع التوحيد
توحيد الربوبية ،
وتوحيد الألوهية ،
وتوحيد الأسماء والصفات
((رَّبُّ اْلسَّمَاوَاتِ وَاْلْأَرْضِ))
فربوبيته للسماوات والأرض
وكونهما على أحسن نظام وأكمله
ليس فيه غفلة ولا إهمال, ولا سُدىّ, ولا باطل , برهان قاطع على
علمه الشامل التام , فلا تشغل نفسك بذلك , بل اشغلها بما ينفعك , ويعود
عليك طائله , وهو عبادته وحده لا شريك له .
(( وَاْصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ))
أي : اصبر نفسك عليها , وجاهدها , وقم عليها أتم القيام وأكملها
بحسب قدرتك , وفي الاشتغال بعبادة الله تسلية للعابد عن جميع
التعلقات والمشتهيات
كما قال تعالى
(( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الْدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ))
إلى أن .......)) قال جل وعلا : (( وَأَمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْهَا ))
(( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ))
أي : هل تعلم لله سمياً , أومشابهاً , أومماثلاً من المخلوقين ؟
سبحان الله تعالى
وهذا استفهام إنكاري بمعنى النَّفي
المعلوم بالعقل. أي : لا تعلم له
سمياً ولا مشابهاً
لأنه الرب وغيره مربوب
وهو الخالق وغيره مخلوق ,
وهو الغني من جميع الوجوه ,
وغيره فقير بالذات من كل وجه ,
وهو الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه ,
وغيره ناقص ليس فيه من الكمال
إلا ما أعطاه الله تعالى ,
فهذا برهان قاطع على
أن الله
هو المستحق لإفراده بالعبودية
وأن عبادته حق , وعبادة ما سواه باطل ,
فلهذا أمر بعبادته وحده , والاصطبار عليها ,
وعلل ذلك بكماله وانفراده
بالعظمة , والأسماء الحسنى
وفي تفسير السعدي
يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن
ابن سعدي رحمه الله
مبيناً دلالة الآية على ذلك : ... اشتملت [ أي الآية ] على أصول عظيمة
على توحيد الربوبية
وأنه تعالى رب كل شيء وخالقه ورازقه ومدبره
وعلى توحيد الألوهية والعبادة وأنّه تعالى الإله المعبود
وعلى أنّ ربوبيته موجبة لعبادته وتوحيده ولهذا أتى فيه بالفاء في قوله: