أمور تنافي التوكل
قال يوسف بن أسباط : « اعمل عمل رجلٍ لا ينجيه إلا عمله، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كُتب
له » .
إن أفضل التوكل : التوكل في الواجب؛ أي واجب الله؛ بأن يستعين في طاعته ويعتمد عليه ويتبرأ من حوله وقوته في ذلك مع السعي والأخذ بالأسباب، وواجب النفس في حسن اختيار الله له والاعتماد عليه في إصلاح أمره، مع التماس السُّبل في إصلاحها ومنفعتها .وواجب الخلق أن يتوكل على الله في إصلاح أموره، وذلك بأن يصلح ما بينه وبين ربه، فيصلح الله ما بينه وبين الخلق، كما أنه يعتمد على الله ويستعين به في إصلاح الخلق، ولا يعتمد على علمه وفضله وعلى مقدرته عليهم، بل يعلم بأن القلوب بيد الله يصرفها كيف يشاء.
مما ينافي التوكل تعليق النجاح والرزق وحصول المراد عمومًا بالأسباب فقط من دون الله؛ كمن يظن أن رزقه في هذا العمل فقط، وهذا ينافي كمال التوحيد؛ لأن المسبب هو الله وحده؛ كادعاء النجاح بالعلم وادعاء الشفاء بعلاج الطبيب، كقولهم: شفيت من الطبيب الفلاني، والصحيح: من الله، ثم من علاج الطبيب، وكمن يستقر في قلبه أن رزقه الذي حصل له إنما هو بحذقه ونشاطه وقدرته، أو أن فلانًا هو الذي رزقه وأعطاه، أو اعتماده كلية على فلان بأن يسهل أموره وينجز حاجته.
أمور تنافي التوكل : مما ينافي التوكل عدم التسليم بقضاء الله وقدره في المصائب والمشاكل والأمراض مما يدفع البعض إلى اللجوء إلى السحرة والمشعوذين لسؤالهم وإزالة ما ألمَّ بهم.
أمور تنافي التوكل : التطير والتشاؤم: كما يفعله بعض الناس عند خروجه من بيته أو عزمه على السفر فيتشاءم من رؤية شخص أو من سماع كلمة، أو يتشاءم من رقم معين أو يوم معين أو ثوب أو بيت، فهذا كله ينافي التوحيد، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «الطَِّيَرَةُ شِرْكٌ»، ولكن يعزم الإنسان ويذهب ذلك من قلبه ويتوكل على الله، ومن ذلك أيضًا التشاؤم من الأحلام المخيفة والتعلق بها.