قصة موت إدريس عليه السلام
كان إدريس عليه السلام هو أول من خط بالقلم ، وقد أدرك من
حياة آدم ثلاثمائة سنة وثماني سنين.
وقد قال طائفة من الناس أنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم
السلمي لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخط بالرمل فقال:
( إنه كان نبي يخط به فمن وافق خطه فذاك )
وفي حديث الإسراء والمعراج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ به
وهو في السماء الرابعة. وقد روى ابن جرير عن يونس عن عبد الأعلى،
عن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية،
عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عبَّاس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول
الله تعالى لإدريس
{ وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً }؟
فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع
عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له
من الملائكة، فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى
ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في
السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه
فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك
الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة،
فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟!
فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل
{ وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً }.
قصص الأنبياء لابن كثير
قال تعالى :
{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً{56}
وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً{57}
مريم