السيرة النبويـة
ألف إخواننا من غير العرب في السيرة النبوية مؤلفات تستحق الدراسة
العميقة، وقد ألفوها بلغاتهم المختلفة وقام بعض النابغين من المترجمين
بترجمة هذه الكتب إلى اللغة العربية فأسدوا بذلك خدمة كبيرة للناطقين
بالضاد في مجال السيرة والتاريخ والتفكير.
ومن كتب السيرة الهامة التي ألفت قبل أكثر من نصف قرن
كتاب «محمد رسول الله» تأليف مولاي محمد علي
رئيس الرابطة الدعوية الإسلامية
بلاهور – الباكستان حاليا – وقد ترجم الكتاب إلى اللغة العربية الأستاذ
مصطفى فهمي والأستاذ عبد الحميد جودة السحار، وهذه الترجمة العربية
من مطبوعات مكتبة مصر.
ميزة الكتاب أن :
المؤلف يضع آية مناسبة تحت عنوان كل فصل من فصول الكتاب، وقد
خصص الفصل الأول عن العرب وبلادهم ووضع آية { إن أول بيت وضع
للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين}. ولخص في سبع صفحات أهم
خصائص جزيرة العرب والعراق وسوريا عن أصل العرب.
وفي الفصل الثاني اختار آية
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }
بما أنه كان بعنوان الجاهلية وتعرض في هذا الفصل للوثنية العربية
وانعدام النظام والقانون. ثم تناول موجات الإصلاح في بلاد العرب
في فصل ثالث ... وتحتها آية
{ لِتُنْذِر قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ }.
أما في الفصل الرابع فقد تناول التبشير بظهـور النبي صلى الله عليه وسلم
.. وقرن ذلك بآية
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ }.
ثم ناقش نسب النبي وتحت ذلك آية
{ أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ }
وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم ولد بعد حادث الفيل بأربعين يوما.
ثم يعنون الفصل السادس بشبه جملة «قبل الوحي» ويدلل عليه بآيـة
{ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ }
ويسجل حضانة حليمة السعدية له، ووفاة أمه ثم وفاة جده ثم كفالة عمه
أبي طالب، ثم زواجه من خديجة بعد اشتهار نزاهته وصدقه وأمانته،
وخلقه العظيم صلى الله عليه وسلم.
ويأتي فصل عن الوحي ... وآية
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }
قبل أن يصل إلى ربع الكتاب، ثم تبدأ السيرة الإسلامية العظيمة، قبل
الهجرة... ثم الهجرة، وما حدث في حياته عليه الصلاة والسلام من أحداث
ومبادىء غيرت مسار تاريخ الأمة العربية والإسلامية.
فرحم الله المؤلف والمترجمين..
السطـر الأخـير :
قال اللـه تعالى :
{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ }.