إلهي ...
(( إلهي ... كيف أمتنع بالذنب من الدعاء ولا أراك تمتنع مع الذنب من العطاء؟ فإن غفرت فخير راحم أنت وإن عذبت فغير ظالم أنت.
إلهي وقف السائلون ببابك ، ولاذ الفقراء بجنابك ووقفت سفينة المساكين على ساحل كرمك، يرجون الجواز إلى ساحة رحمتك ونعمتك، إلهي إن كنت لاتكرم في هذا الشهر إلامن أخلص لك في صيامه فمن للمذنب المقصر إذا غرق في بحر ذنوبه وآثامه .
إلهي إن كنت لاترحم إلا الطائعين فمن للعاصين، وإن كنت لاتقبل إلا العاملين فمن للمقصرين، إلهي ربح الصائمون، وفاز القائمون، ونجا المخلصون، ونحن عبيدك المذنبون فارحمنا برحمتك وجد علينا بفضلك ومنتك واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم .
إلهي ، كيف أفرح وقد عصيتك ، وكيف لا أفرح وقد عرفتك ، وكيف أدعوك وأنا خاطىء ، وكيف لا أدعوك وأنت كريم.
إلهي: فأي نعمك أحصي عدده، وأي عطائك أقوم بشكره: ما أسبغت علي من النعماء، أو ما صرفت عني من الضراء .
إلهي حبب إليّ طاعتك ، فلا أعود أتكلفها و إنما أقبل عليها إقبال المريد المحب المشتاق .. فتصبح عندي لذة لا عبئاً و هوى لا واجباً و حياة متجددة لا عادة جامدة )) .