يا هذا....هلال الهدى لا يظهر في غيم الشبع،
ولكن يبدو في صحو الجوع وترك الطمع،
واحذر أن تميل إلى حب الدنيا فتقع،
ولا تكن من الذي قال: سمعت وما سمع،
ولا ممن سوف يومه بغده فمات ولا رجع،
كلا ليندمن على تفريطه وما صنع؛
وليسألن عن تقصيره في عمله وما ضيع،
فيا لها من حسرة وندامة وغصة تجرع،
عند قراءة كتابه وما رأى فيه وما جمع،
فبكى بكاء شديدا فما نفع،
وبقى محزونا لما رأى من نور المؤمن يسعى بين يديه
وقد سمع، فلا ينفعه الحزن ولا الزفير ولا البكاء ولا الجزع
"المواعظ "لإبن الجوزي