بعد نزول الوحي علي الرسول.. بدأت أول مرحلة من مراحل الدعوة الإسلامية.. بدأت هذه المرحلة سرا.. واستمرت ثلاث سنوات في الخفاء.
في البداية آمنت به أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله تعالي عنها.. وآمن به صديقه أبو بكر، كما آمن به ابن عمه علي بن أبي طالب، وكان صبيا يحيا في كفالته، وآمن به زيد بن ثابت مولاه.. ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلي الله فأدخل في الدعوة أصدقاءه عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص، وآمن المسيحي ورقة بن نوفل، ورآه الرسول، صلي الله عليه وسلم بعد موته في هيئة كريمة تشهد بدرجته عند الله.. بعد ذلك أسلم أبو ذر الغفاري والزبير بن العوام، وعمر بن عنبسة، وسعيد بن العاص.. وراح الإسلام ينتشر سرا في مكة.
وترامت أخبار هذه العقيدة الجديدة إلي رؤساء قريش، فلم يعبئوا بها.
ولعلهم توهموا أن محمدا قد تحول بسبب تحنثه في غار حراء.. إلي أحد هؤلاء المتكلمين في الإلهيات.. كما فعل أمية بن الصلت، وقس بن ساعدة.. هكذا نجحت السرية في أن تضفي نوعا من الحماية علي العقيدة الجديدة. وخلال السنوات الثلاث التي استغرقتها مرحلة السرية في الدعوة.. كان الإيمان ينضج قلوب المسلمين الأوائل، وكان الرسول يربيهم ويغير نفوسهم ويصنع منهم أول نواة في جيش الإسلام.