وقد حكى ابن العربي رحمه الله في معنى (الكريم) ستة عشر قولاً،
نوردها باختصار:
الأول:
الذي يعطي لا لعوض.
الثاني:
الذي يعطي بغير سبب.
الثالث:
الذي لا يحتاج إلى الوسيلة.
الرابع:
الذي لا يبالي من أعطى ولا من يحسن، كان مؤمناً أو كافراً،
مقراً أو جاحداً.
الخامس:
الذي يستبشر بقبول عطائه ويسر به.
السادس:
الذي يعطي ويثني، كما فعل بأوليائه حبب إليهم الإيمان وكره إليهم
الكفر والفسوق والعصيان، ثم قال:
{ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
[الحجرات: 7-8].
ويحكى أن الجنيد سمع رجلاً يقرأ
{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ }
[ص: 44]
، فقال: سبحان الله! أعطى وأثنى، المعنى: أنه الذي وهب الصبر
وأعطاه، ثم مدحه به وأثنى.
السابع:
أنه الذي يعم عطاؤه المحتاجين وغيرهم.
الثامن:
أنه الذي يعطي من يلومه.
التاسع:
أنه الذي يعطي قبل السؤال،
قال الله العظيم:
{ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا }
[إبراهيم: 34].
العاشر:
الذي يعطي بالتعرض.
الحادي عشر:
أنه الذي إذا قدر عفى.
الثاني عشر:
أنه الذي إذا وعد وفى.
الثالث عشر:
أنه الذي ترفع إليه كل حاجة صغيرة كانت أو كبيرة.
الرابع عشر:
أنه الذي لا يضيع من توسل إليه ولا يترك من التجأ إليه.
الخامس عشر:
أنه الذي لا يعاتب.
السادس عشر:
أنه الذي لا يعاقب) اهـ .
أما (الأكرم)، فقال الخطابي:
(هو أكرم الأكرمين، لا يوازيه كريم، ولا يعادله نظير، وقد يكون
(الأكرم) بمعنى: الكريم، كما جاء: الأعز والأطول، بمعنى العزيز والطويل)
قال القرطبي:
إن "الأكرم" الوصف الذاتي و"الكريم" الوصف الفعلي
وهما مشتقان من الكرم، وإن اختلفا في الصيغة