الأمر بإحصاء العدة قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ } أى اضبطوها واحفظوها من وقت الطلاقوالخطاب فى الآيه للأزواج والزوجات ومن يعنيهم الأمر وقد أمر الله الأزواج بإحصاء العدةلأن فى بعض النساء غفلة فربما لا تحفظ عدتهاولا تتمكن من ضبطها وإحصائها لجهلها بالحكموأمرهم بإحصائها أيضاً ليعلم الرجل منهم متى يمسك ومتى يفارقوأمر الزوجات بإحصائها لتعلم كل واحده منهن ما تستحقهمن السكنى والنفقة من زوجها أثناء العدة ولتعلم الوقت الذى تحل فيه للأزواجولا يكون لمطلقها عليها حق الرجعة ولإحصاء العدة فائده أخرى غير ما ذكربالنسبة لمن يريد خطبتها فإنه من المعلوم شرعاًأنه لا يجوز أن يتقدم رجل لخطبة إمرأة وهى فى عدتهافإذا ما علم إنقضاء عدتها حل له التقدم لخطبتهاوعليه يكون داخلاً فى عداد المأمورين بالإحصاء تبعاًحتى يتمكن من تحرى الوقت الذى يباح له التقدم فيه للخطبة ماهى الفائدة التى تعود للزوجين للإحصاء ؟ الفائدة الكبرى والأجل والأعظم التى تعود للزوجينهى أن يظل الرجل ذاكراً لزوجته لا يكاد يغفل عنهافكل يوم يمر ينذره بقرب الأجل ويدفعه إلى البت فى أمر الطلاق الذى أوقعه عليهاويدعوه إلى التفكير العميق فى مصيره ومصيرهاوما يترتب على الفراق من مضار ربما تتعدى نطاق الاسرةإلى الأقارب والأصهار وإلى المجتمع من حوله وأما الزوجة فإن إحصائها لعدتها يجعلها على ذكر من هذا الرجل الذى طلقهافتذكر ما كان بينه وبينها من وفاق وماله عليها من حقوق وواجباتوتتحسس السبب الذى من أجله طلقهاوتفكر بجد فى مصيرها بعد بلوغ الأجلوماسوف يلحق بأولادها من ضياع فتثوب الى رشدها وترجع عن غيهاوتتدارك الخطر قبل وقوعه وتثنى زوجها عن عزمهبما لديها من وسائل فتعود الحياة بينهما صفواً كما كانتوهذا هو مقصود الشرع الحكيمانتهى