الحمد لله رب العالمين أولاً وآخراً ، وظاهراً وباطناً ، عدد خلقه ، و مداد كلماته ،
و زنة عرشه ، و رضاء نفسه ، وعدد كل شفع و وتر ، و رطب و يابس
في كتاب مبين ، و جميع ما خلق ربنا وذرأ و براً ، خالق بلا مثال أبداً سرمداً ،
طيباً مباركاً ، الذي خلق فسوى، وقدر فهدى ، وأمات وأحيا، وأضحك وأبكى ،
و قرَّب وأدنى و أسعد وأشقى ، و منع وأعطى . الذي بكلمته قامت سبع الشداد ،
و بها رست الرواسي والأوتاد ، و استقرت الأرض المهاد ، فلا مقنوطاً من رحمته ،
و لامأموناً من مكره وغيرته ، و إنفاذ أقضيته و فعله وأمره ،
و لا مستنكفاً عن عبادته ، ولا مخلواً من نعمته
الحمد لله الذي بتحميده يستفتح كل كتاب ، و بذكره يُصّدر كل خطاب ،
و بحمده يتنعم أهل النعيم في دار الجزاء و الثواب ، و باسمه يُشفى كل داء ،
وبه يُكشف كلُّ غمة و بلاء ، إليه ترفع الأيدي بالتضرع والدعاء ،
في الشدة والرخاء ، و السراء والضراء ، وهو سامع لجميع الأصوات ،
بفنون الخطاب على اختلاف اللغات ، و المجيب للمضطر الدعاء ،
فله الحمد على ما أولى وأسدى ، و له الشكر على ما أنعم وأعطى ،
و أوضح المحجة و هدى