كثرت التنبؤات بنهاية العالم ولم يتحقق منها شيء
وهذا يدل على أنه لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله... لنقرأ...
كثيرة هي الآيات التي تؤكد أنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى،
ولا يمكن لبشر أن يتنبأ بالمستقبل، وكل ما يُشاع حول نهاية العالم
وتحديد موعد لذلك، كلها نبوءات كاذبة... يقول تعالى:
{ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ
وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }
[النمل: 65].
دعونا الآن نتأمل ما يقوله العلماء اليوم
حول نبوءة نهاية العالم عام 2012.
فقد جاء في تقرير علمي على موقع سي إن إن: كثر الحديث في الآونة
الأخيرة عن حقيقة نبوءة شعب "المايا" حول انتهاء العالم بتاريخ 21
ديسمبر/ كانون الأول 2012 بسبب حادث كوني كبير "سيقلب الأرض
رأسا على عقب،" بعد أن يرتطم جسم ضخم سمي كوكب "نيبيرو"
بالكرة الأرضية منهيا كافة أشكال الحياة عليها.
وجاء في دراسة نشرت على مجلة تايم الأمريكية، أن نحو 10 في المائة
من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يؤمنون بالفعل بهذه النبوءة. ومن
جهتها قامت وكالة الفضاء الأمريكية بإصدار العديد من التحذيرات عدم
صحة هذه النبوءة التي راجت بشكل كبير في الأوساط الإعلامية وحلقات
النقاش إلى درجة أن البعض قاموا بعمليات تخزين لسلع عديدة وتحضير
الملاجئ بكافة المستلزمات استعداداً لاستقبال كوكب نيبيرو.
النبوءة تقول إن كوكباً سيضرب الأرض عام 2012 مسبباً دماراً شاملاً
ومنهياً الحياة على ظهر الأرض. وقد اعتقد كثير من الناس بصحة هذه
النبوؤة، وبينت ناسا أن كوكب نيبيرو ذاع صيته في العالم بداية الألفية
الجارية، وأنه سيرتطم بالأرض مسبباً إبادة كلية لكافة أشكال الحياة العام
2003 وهو الأمر الذي لم يحصل. فقد أثبت الواقع أنه لا يعلم الغيب
إلا الله تعالى، ولا يمكن لأحد أن يعلم المستقبل إلا الله عز وجل.
وأكدت وكالة ناسا من أن عمليات المراقبة في كافة مواقعها المنتشرة
وبالتعاون مع عدد من وكالات الفضاء ومراكز البحوث العالمية أكددت
على عدم وجود أي كوكب بالقرب من الأرض أو حتى أجرام سماوية
بعيدة من الممكن أنها تسير بسرعات عالية جدا بحيث ستصل الأرض
وترتطم بها خلال الشهر الجاري.
ونقول: إن المنجمين استطاعوا أن يضحكوا على عقول الناس لفترة
طويلة، ونحن المسلمون ينبغي أن نحذر من مثل هذه الشائعات وأن نتمتع
بإيمان قوي بالله وصدق كلامه. فالله تعالى يقول:
{ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ }
[الأنعام: 59].
فهذه الآية تقرر حقيقة لا شك فيها وهي أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى.
ويقول أيضاً:
{ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ
وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ
إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
[الأعراف: 188].
هذه الآية تؤكد أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق
على الإطلاق... لا يعلم الغيب، فكيف يدعي شخص
أنه يعلم الغيب ونصدقه؟