[size=32]الأصل في الأقوال أن تنسب إلى قائليها، تلك قضية مسلمة لا شك فيها.[/size]
[size=32]وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس من عند نفسه،[/size]
[size=32] بل هو من عند ربه:[/size]
[size=32]{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }[/size]
[size=32][النجم: 3-4].[/size]
[size=32]لكن ما بلغه عليه الصلاة والسلام لأمته، إما أن يؤمر بتبليغه بلفظه على[/size]
[size=32]أنه قرآن لا يزيد فيه حرفاً، ولا ينقص منه حرفاً، وإما أن يوحى إليه[/size]
[size=32]معناه، ويوكل إليه التعبير عنه.[/size]
[size=32]فما كان من الأول فليس للرسول صلى الله عليه وسلم منه إلا التبليغ،[/size]
[size=32]ولا يمنحه هذا حق نسبته إليه، فلا ينسب إلا لله سبحانه وتعالى.[/size]
[size=32]أما النوع الثاني فإن للرسول صلى الله عليه وسلم فوق تبليغه صياغة[/size]
[size=32]ألفاظه، وحينئذ فيجوز أن ينسب إلى الله نسبة إنشاء، ويجوز أن ينسب[/size]
[size=32]إلى الرسول صلى الله عليه وسلم نسبة تبليغ وعبارة، هذا فيما يضيفه[/size]
[size=32]الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه أو ما يسمى بالأحاديث القدسية.[/size]
[size=32]وعلى هذا فإن القرآن الكريم هو الذي لا تجوز نسبته لغير الله,[/size]
[size=32]لأن لفظه ومعناه من عند الله.[/size]
[size=32]قال ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى عن الأحاديث القدسية: (وهي ما[/size]
[size=32]نقل إلينا آحاداً عنه صلى الله عليه وسلم مع إسناده لها عن ربه, فهي من[/size]
[size=32]كلامه تعالى، فتضاف إليه وهو الأغلب، ونسبتها إليه حينئذ نسبة إنشاء[/size]
[size=32]لأنه المتكلم بها أولاً، وقد تضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه[/size]
[size=32]المخبر بها عن الله تعالى، بخلاف القرآن فإنه لا يضاف إلا إليه تعالى[/size]
[size=32]فيقال فيه: (قال الله تعالى), وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما[/size]
[size=32]يروي عن ربه تعالى) .[/size]
[size=32]ولعل الحكمة في جواز نسبة الأحاديث القدسية إلى الله تعالى وإلى نبيه[/size]
[size=32]محمد صلى الله عليه وسلم أنها ليست كالقرآن، ألفاظها ومعانيها من الله،[/size]
[size=32]فلا تصح الصلاة بتلاوتها، وينال قارئها ما ينال تالي القرآن من الثواب[/size]
[size=32]على كل حرف، ويجوز أن يمسها المحدث، وتجوز روايتها بالمعنى،[/size]
[size=32]وتختلف الروايات فيها، بخلاف القرآن وما إلى ذلك، ولو كان لفظها[/size]
[size=32] من الله، لكان لها ما كان للقرآن الكريم[/size]