[size=32][size=48] التحليل اللفظي للبسملة[/size][/size]
اشتملت البسملة على الألفاظ التالية : الباء، اسم، لفظ الجلالة، الرحمن، الرحيم .
أولًا : الباء من لفظ "بِسْمِ" تدل على البدء، وهي متعلقة بفعل محذوف يناسب المقام، فالقارئ يبدأ قراءته باسم الله، والكاتب يبدأ كتابته بسم الله، وهكذا .
وقد حذفت الألف التي بعد الباء تخفيفًا؛ لكثرة استعمالها .
ثانيًا : لفظ "بِسْمِ" يدل على ذات من الذوات، أو معنى من المعاني، فيذكر بعده هذا الاسم أو هذا المعنى؛ كي يوضحه ويفسره، وهو مشتق من السمو، وهو العلو والرفعة، أو هو مشتق من السمة، أي : العلامة .
ثالثًا : اسم الجلالة "اللهِ" وهو علم على الذات الإلهية، سبحانه وتعالى، لا يشاركه فيه غيره .
قيل : إنه اسم الله الأعظم؛ لأنه يوصف بكل الصفات، وهذا اللفظ وحده "اللهِ" هو العلم، وما عداه صفات له سبحانه، ويطلق عليها كلها (الأسماء الحسني) وكل اسم منها صفة في المعنى، بخلاف لفظ الجلالة فهو الاسم الوحيد الخالي من الصفة، وجميع الصفات (الأسماء الحسنى) تدل على ذات الله تعالى وعلى الصفة أيضًا، ولفظ الجلالة يدل عليها كلها .
وصفات الجلال والكمال والجمال أخص باسم "اللهِ" تعالى .
وصفات الفعل والقدرة والتدبير والتفرد بالضر والنفع ونفوذ المشيئة وكمال القوة أخص باسم (الرب) .
وصفات الإحسان والبر والحنان والمنة والرأفة واللطف أخص باسم "الرَّحْمنِ ".
(الله) و(الإله)
الصحيح أن لفظ الجلالة (الله) غير مشتق، وأنه علم لا يطلق إلا على الذات العلية، وقيل : هو اسم مشتق من الإله، وهو المألوه المعبود، أي : المستحق لإفراده بالعبادة، لا يشاركه فيه غيره، ومعناه : المعبود بحق .
وأما الثاني (الإله) : فهو يطلق على كل معبود بحق أو لا، فالأصنام تسمى آلهة، وكل ما يُعبد من دون الله يقال له : (إله) بالنسبة لمن عبده، ثم غلب لفظ (الإله) على ما يعبد بحق، وهو الله تعالى .
ولفظ (الله) لا يطلق إلا على المعبود بحق، وهو خالق هذا الكون سبحانه .
ولفظ (الإله) يطلق عليه سبحانه وعلى غيره، أي : المعبود بحق أو باطل، فهو اسم جنس لكل ما عبد .