فوائد
إذا أصابك حزن أو سقم أو ذلة أو لأواء – يعني الجوع – فقل: الله ربي لا أشرك به شيئًا: ثلاث مراتٍ، بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بذلك من أصابه شيء من ذلك .
اصبر على ما أصابك من فجائع الدنيا وأحزانها؛ لقول الله تعالى : " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " [الزمر : 10]، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد .
احترس ممن يقرب إليك بالنميمة، ويبلغ الكلام عن الناس؛ بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «ملعون من لعن أباه، ملعون من لعن أمه، ملعون من غير تخوم الأرض، ملعون كل صقار» وهو النمام .
إياك والتجريد خاليًا؛ فإنه ينبغي لك أن تستحيي من الله إذا خلوت؛ فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا أحب أن يلي لي شيئًا من لا يستحيي من الله في الخلاء»؛ وإياك أن تدخل الحمام والماء إلا بإزار، ولا يدخل معك أحد الحمام إلا بإزار وأنت تقدر على ذلك , فإن لم تقدر فغض طرفك عن كل أحدٍ كان مكشوفًا؛ بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدخل الحمام إلا بإزار» .
أفش السلام، وإن استطعت أن لا يسبقك أحد إليه فافعل، تعط بذلك فضلاً عن الناس، وبلغني عن ابن مسعود أنه قال : السلام اسم من أسماء الله، وضعه فيكم فأفشوه فيكم؛ فإن الرجل إذا سلم كتب له عشر حسناتٍ .
أدب ولدك، ومن وليت أمره على خلقك وأدبك، حتى يتأدبوا على ما أنت عليه؛ فيكونوا لك عونًا على طاعة الله؛ بلغني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : كل مؤدب يحب أن يؤخذ بأدبه، وإن أدب الله هو القرآن .
لا تفش على أحدٍ سرًا أفشاه إليك، فإنما هي أمانة استودعكها، وائتمنك عليها إلا أن يكون إفشاؤه خيرًا له في دنياه وآخرته، فأفقشها عليه وانصحه فيها، بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «من حق المسلم على المسلم إذا استنصحه أن ينصحه» .
إذا تعلمت علمًا من طاعة الله فلير عليك أثره، ولير فيك سمته، وتعلم للذي تعلمه، وتعلم له السكينة والحلم والوقار بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «العلماء ورثة الأنبياء» .
فوائد من كتاب المواعظ الغالية من رسالة الإمام مالك لهارون الرشيد - الجزء الثاني