دعـــــاء
(( اللهم يا حبيب التائبين ، و يا سرور العابدين ، و يا قرةَ أعين العارفين ، و يا أنيس المنفردين ، و يا حرز اللاجئين ، و يا ظهير المنقطعين ، و يا من حَنّت إليه قلوب الصديقين ، اجعلنا من أوليائك المتقين و حزبك المفلحين .
اللهم ارحم عباداً غرهم طول إمهالك ، و أطمعهم دوام إفضالك ، و مدوا أيديهم إلى كريم نوالك ، و تيقنوا أن لا غنى لهم عن سؤالك .
اللهم وإن كانت ذنوبنا فظيعة فإنا لم نرد بها القطيعة ... إلى من نلتجئ إن صرفتنا ؟ إلى أين نذهب إن طردتنا ؟ بمن نتوسل إن حجبتنا ؟ من يُقبل علينا إن أعرضت عنا ؟
اللهم إنك قبلت الوفاء من السحرة حين ذكروك مرة وسجدوا لك سجدة، وإنا لم نزل مقرين بربوبيتك ، معترفين بوحدانيتك ، ما سجدنا قط إلا بين يديك ، و لا رفعنا حوائجنا إلا إليك ...
اللهم إن ترحمني فأنت أهل ، و إن تعذبني فأنا أهل ، يا أهل التقوى ، و يا أهـل المغفرة ، و يا أرحـم الـراحميـن ، و يا خير الناصرين ، و يا خير الغافرين ، حسبي الله وحده .
اللهم إنا لا نصلح بوجه حتى تصلحنا ، ولا ننجو حتى تنجينا ، و لا ننال ما نتمناه إلا بعد أن تُقَرِّبه إلينا ، و تهيئه لنا وتؤهلنا ، فافعل ذلك ، اللهم ، فإنه لا يكبُر عليك شيء ، و لا يضل عنك شيء ، و مهما كان منك فلا يكونن المقت و الإعراض ، فإن ذلك شقاء الأبد و شماتة الأعداء ...
اللهم هذه أشعارنا و أبشارنا تبيت معترفة بأنك إلهنا و خالقنا ، و كافلنا و رازقنا ، و وَليُّنا و هادينا ، و ناصِرُنا و كافينا ، ليس لنا ربٌ سواك ، و لا إله غيرك .
اللهم إنا إن ذكرناك فبتوفيقك ، و إن وصفناك فبتأييدك ، و إن لَهيِنا عن بعض ذلك فلنفوذ حكمك فينا و أمرك .
اللهم إنا نسألُك لا عن ثقةٍ ببياضِ وجوهنا عندك ، و حُسنِ أفعالنا معك ، و سوالف إحساننا قِبَلَك ، و لكن عن ثقة بكرمك الفائض ، و طمع في رحمتك الواسعة ، نعم وعن توحيد لا يشوبُهُ إشراك ، و معرفةٍ لا يخالطها إنكار .
يا مُسبلَ الأستار ، و يا واهبَ الأعمار ، و يا منشئ الأخبار ، و يا مولجَ الليل في النهار )) .