هل العار امرأة والشرف رجل؟
كانت قبل أن يبعث المصطفى صلى الله عليه وسلم توأد حية ويهال عليها التراب، وكانت تعيش تحت وطأة الإذلال، والظلم والإهانة، وجاء الرسول الكريم بالإسلام، وتعاليمه الربانية لينتشلها من هذا الوحل، ويرفع قدرها، ويعلي قيمتها، ويحفظ كرامتها، ويمنحها كامل حقوقها.
كيف لا والنساء شقائق الرجال، فهي الأم التي خصها المصطفى صلى الله عليه وسلم بحسن الصحبة ثلاث مرات، فقد أنجبت الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والتسليم، وهي حواء أم البشر، وهن بنات لوط عليه السلام العفيفات، وهي آسيا امرأة فرعون أطغى الطغاة، وهي مريم العذراء التي نزلت باسمها سورة كاملة في القرآن، وهي خديجة بنت خويلد أم المؤمنين وأم بنات سيد الخلق أجمعين، وعائشة أم المؤمنين التي نزلت فيها آيات من القرآن الكريم لتبرئتها من قذف المنافقين، وهي الخنساء التي زفت أبناءها واحدا تلو الآخر في جيوش الفاتحين، وهي أم جمعة المقدسية خنساء هذا العصر التي فقدت أربعة من أبنائها في أرض القدس، وهي نصف المجتمع، فهي الأم منبع الحنان، والزوجة الوفية، والبنت البارة، والأستاذة الجامعية، والطبيبة، وسيدة الأعمال، وربة البيت، وأم جنودنا الأبطال، وهي الطفلة البريئة، والبنت العفيفة، والمرأة العظيمة.
تذكرت جاهلية العار، وعار الجاهلية، وحمدت ربي أن الله بعث لنا خير الأنام صلى الله عليه وسلم، ليكتشف لنا تلك الجوهرة الثمينة، والتي جعل الله بيننا وبينها مودة ورحمة، بالله عليكم كيف تكون المرأة عارا وهي للرجل عفة، وكيف سيكون الرجل شريفا بدون عفتها.
رفقا بالقوارير فإنهن ملح الحياة وسكرها، تخيلوا البيت بلا امرأة فكما قال المثل الإنجليزي (البيت بدون زوجة كالمطبخ بلا سكين).
سامح الله شيخنا رغم أني أجزم أنه لم يقصد ما قاله، فقد بادر بالاعتذار عن زلة لسانه.
ولكنني انتهزتها فرصة لنستذكر فضل المرأة التي نفخ الله أرواحنا برحمها، وحملتنا أشهرا تسعة كرها على كره، وذاقت الموت قبل أن تموت عند ولادتنا، وأرضعتنا حولين كاملين، ورعتنا أطفالا وشبابا، فكم دمعة ذرفتها من أجلنا وكم بسمة ارتسمت على محياها لفرحتنا.
إنهن أمهاتنا وجداتنا وعماتنا وخالاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا.
إن الأصل بالمرأة والرجل العفة والشرف فلم نجعل العار أصلا.
عار المرأة وعار الرجل في حكم الشرع سواء، وفي العادات والتقاليد فرقاء!
عذرا بنات حواء!
فهل نحتاج أن نحذف كلمة العار من قاموس اللغة
لتقبلن اعتذارنا؟