دعـــــاء
(( إلهي لو سألتني حسناتي لجعلتها لك مع شدة حاجتي إليها، وأنا عبد، فكيف لا أرجو أن تهب لي سيئاتي مع غناك عنها، وأنت ربِ. فيا من أعطانا خيرَ ما في خزائنه ـ وهو الإيمان به قبل السؤال ـ لا تمنعنا أوسعَ ما في خزائنك وهو العفو مع السؤال .
إلهي حجتي حاجتي، وعُدتي فاقتي، فارحمني .
إلهي إن كانــت رحمتك للمحسنين فإلى أين تذهب آمــال المذنبين .
إلهي من أنا وما علمي وما عملي، وما وجودي بصلاحي وزللي، وما سؤلي وما أملي، وما جودي وما بخلي... أنت المبدئ المعيد، الولي الحميد، الكريم المجيد، ذو الآلاء الظاهرة، والنعم المتوافرة... يا ولي يا حميد: أمرت ونهيت، وحكمت وقضيت، فلك الحمد فيهما. مهما قضيت فتسليم وسلام، ومهما أمرتَ فلك فيه أحكام. يا مكون الأكوان، يا ربَّ كل زمان، يا واحد يا أحد يا ديّان: دانٍ لك من أدنيتَ، وبعيد عنك من أقصيت، لا إله إلا أنت سبحانك ربَّ العالمين، أنت الحامد قبل حمد الحامدين، الموجود قبل وبعد الأولين والآخرين، يا حنان يا منان يا إله العالمين) .
إلهي كيف يُستدل بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المُظهِرَ لك ؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ؟ ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟ .
إلهي قد أطعناك في أكبر الطاعات: الإيمان بك، والافتقار إليك، وتركنا أكبر السيئات: الشرك بك، والافتراء عليك، فاغفر لنا ما بينهما ولا تخُجلنا بين يديك .
إلهي أتحرق وجهاً بالنار كان لك ساجداً؟ ولساناً كان لك ذاكراً؟ وقلباً كان بك عارفاً ؟ .
إلهي كل فرح بغيرك زائل، وكل شغل بسواك باطل، والسرور بك هو السرور، والسرور بغيرك هو
الغرور )) .