[size=32]فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ[/size]
عَنْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضي اللهُ عَنهُ
( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْقُلُ مَعَهُمْ الْحِجَارَةَ
لِلْكَعْبَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارُهُ
فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ يَا ابْنَ أَخِي لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ فَجَعَلْتَ عَلَى مَنْكِبَيْكَ
دُونَ الْحِجَارَةِ
قَالَ فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ
وفي رواية :
وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ
فَقَالَ أَرِنِي إِزَارِي فَشَدَّهُ عَلَيْهِ
فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ عُرْيَانًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
رواه البخاري و مسلم
شرح صحيح مسلم للنووي
قوله : ( اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة )
معناه ليقيك الحجارة أو من أجل الحجارة
العاتق ما بين المنكب والعنق ، وجمعه عواتق وعتق وعتق ،
وهو مذكر وقد يؤنث .
قوله : ( فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء )
معنى ( خر ) سقط
( وطمحت ) بفتح الطاء والميم أي ارتفعت .
وفي هذا الحديث بيان بعض ما أكرم الله سبحانه وتعالى به
رسوله صلى الله عليه وسلم وأنه صلى الله عليه وسلم
كان مصونا محميا في صغره عن القبائح وأخلاق الجاهلية ،
وجاء في رواية في غير الصحيحين أن الملك نزل فشد عليه
صلى الله عليه وسلم إزاره
والله أعلم .
ا.هـ كلام النووي
شرح البخاري لابن حجر
وَفِيهِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَصُونًا عَمَّا يُسْتَقْبَح قَبْل الْبَعْثَة وَبَعْدهَا .
وَفِيهِ النَّهْي عَنْ التَّعَرِّي بِحَضْرَةِ النَّاس .
وَقَدْ ذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق فِي السِّيرَة أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَرَّى وَهُوَ صَغِير
عِنْد حَلِيمَة فَلَكَمَهُ لَاكِمٌ فَلَمْ يَعُدْ يَتَعَرَّى .
وَهَذَا إِنْ ثَبَتَ حُمِلَ عَلَى نَفْي التَّعَرِّي بِغَيْرِ ضَرُورَة عَادِيَّة ،
وَاَلَّذِي فِي حَدِيث الْبَاب عَلَى الضَّرُورَة الْعَادِيَّة ، وَالنَّفْي فِيهَا عَلَى الْإِطْلَاق ،
أَوْ يَتَقَيَّد بِالضَّرُورَةِ الشَّرْعِيَّة كَحَالَةِ النَّوْم مَعَ الْأَهْل أَحْيَانًا .
ا.هـ كلام ابن حجر
وأسأل الله لي ولكم التوفيق