يشرح لنا الإمام ابن الجوزي -رحمه الله- في صيد الخاطر حقيقة ثابتة في حوار طريف متخيل بين الماء والزيت، ذلك أنهما كلما اختلطا في إناء ارتفع الزيت على سطح الماء، فقال الماء للزيت منكرًا: (لم ترتفع عليَّ، وقد أنبت شجرتك؟ أين الأدب؟! فقال الزيت: لأني صبرت على ألم العصر والطحن، بينما أنت تجري في رضراض الأنهار على طلب السلامة، وبالصبر يرتفع القدر).
فليس هناك نجاح يرتفع به الإنسان في الدنيا والآخرة، إلا إذا سبقه صبر على ألم عصر المحن وطحن الشدائد والإخفاقات ، وأما من يريدون السلامة، فإنهم أبدًا يعيشون بالأسفل مع ذاك الماء.