الشيخوخة هي حالة تتعلق بعملية الكبر في السن ,
وهي عملية طبيعية وكيميائية تتحرك في اتجاه واحد فقط .
وليس هناك اتفاق بين الناس حول مفهوم الشيخوخة .
فحتى وقت قريب كان الناس يعتبرون أن سن الستين تمثل الشيخوخة
ومابعدها , أما في السنوات الأخيرة فقد ازدادت بشكل ملحوظ
أعداد المعمرين والذين تعدوا سن السبعين , وكثير منهم يعيش بصحة جيدة
وبدون أي تدهور في الصحة العامة أو في القوى العقلية .
وكان الناس حتى وقت قريب يعتقدون أن جميع الوظائف البدنية والعقلية
يمكن أن تتدهور بمرور السنين مع كبر السن .
وكانت الشيخوخة تعني الخرف والنسيان والضعف البدني والعقلي .
لكن الأبحاث الحديثة تؤكد أن بعض السمات التي تميز الشيخوخة
هي نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العصبية والنفسية والعضوية
مثل الزهايمر ومرض السكر غير المعالج ...إلخ
وقد وضعت نظريات مختلفة لبيان أسباب الشيخوخة وأبسط هذه الأسباب
أن الجسم يكون دائماً في حالة من التجدد والاضمحلال ,
وأن عملية التجدد تأخذ في التناقص بمرور السنين،
وبخاصة بعد اكتمال نمو الأنسجة . وتشترك جميع أنسجة الجسم
في مظاهر الشيخوخة ماعدا المخ الذي يستمر في نشاطه
طوال فترة الشيخوخة .
والحقيقة أن عمر الإنسان لا يقاس بعدد سنوات العمر .
ولكن يقاس بعمره البيولوجي , ويعني هذا كفاءة أجهزة الجسم ,
بالإضافة إلى النظرة الإيجابية للحياة والناس .
ومع ذلك فإن التهاب المفاصل وأزمات القلب والسكتات المخية تزداد
كلما تقدم الإنسان في العمر , لأنها تحدث نتيجة لعشرات السنين
من الإجهاد والضغوط النفسية بالإضافة إلى نقص الرعاية الصحية.
ومن أجل تأجيل الشيخوخة لابد من العناية بالصحة العامة وتناول الطعام
المتوازن الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية المفيدة للجسم
مع التركيز على الخضروات والفواكه والألبان , والأسماك ,
والإقلال من تناول اللحوم , وخاصة اللحوم الحمراء .
وينصح كثير من الأطباء بالإقلال من تناول السكر والإكثار
من تناول فيتامين (ج) لزيادة مناعة الجسم.
ويبدو أن الاعتدال في تناول الطعام مهم جداً لتأجيل الشيخوخة بالإضافة
إلى ممارسة الرياضة المعتدلة , وخاصة رياضة المشي .
كما أن للمجتمع دورا كبيرا في تأجيل الشيخوخة عند المسنين ,
وذلك بتوفير الطمأنينة المادية لهم بشكل مباشر أو غير مباشر
بحيث يعيش المسن حياة مطمئنة سعيدة ,
وخاصة إذا قل الدخل بشكل كبير بعد التقاعد عن العمل ...
ولابد هنا من الإشارة إلى أهمية الدين في حياة الإنسان ,
فالإنسان المتدين يعيش حياة راضية مفعمة بالمحبة والسلام والطمأنينة ,
ولا يشعر أبداً بوهن الشيخوخة أو الانفصال عن أهله وأقاربه
وأصدقائه ومجتمعه .
ويعطي ديننا الحنيف منهاجاً متكاملاً لأهمية الترابط والتراحم
والتكامل العائلي ما يجعل الشيخوخة مرحلة سعيدة أخرى في حياة الإنسان .